إخوتي الأحباب ؛
ضربت مجرد أمثلة لكيفية تحول صوت الحرف إلى ممر آمن يعبر من خلاله إحساس الشاعر إلى المتلقي سالما ..
والصوت أحد أهم جوانب اللغة التي تمثل الممرات التعبيرية بل هو أهمها على الإطلاق حيث تنبع أهمية أصوات الكلام من أنها تمثل الجانب العملي للغة وتقدم طريق الاتصال المشترك بين الإنسان والإنسان مهما قل حظ المتلقي من التعليم أو الثقافة لدرجة تدفعنا في بعض الأحيان إلى إظهار العجب أن بعض جمهور الشعر يكونون من غير المتعلمين بل ربما يكونون من الأميين الذين لا يعون الكثير مما يلقى عليهم من أشعار ولكنهم مع ذلك يتفاعلون معها ويستشعرونها
إن الصوت وإيحاءه يمثلان قنطرة التواصل بين هؤلاء وبين الشعر
ومنذ عدة عقود كنا نجد الباعة الجائلين من غير المتعلمين – الأميين – يستمعون إلى قصائد أم كلثوم الفصيحة مثلا وأنا شخصيا وفي أحد المواقف استمعت إلى بائع جائل أمي يغني قصيدة نهج البردة التي غنتها أم كلثوم لأمير الشعراء أحمد شوقي ويرددها مع الراديو الذي في حوزته ولاحظت مدى دقة أدائه لكلماتها مضبوطة بالشكل في غالب نطقه , هنا أدركت أن الجانب الصوتي لعب دورا هاما في تفاعله مع النص على الرغم من عدم إدراكه معظم معانيه
ومن هنا تولد اهتمامي بالجانب الصوتي في إحداث عملية التواصل بين الشاعر والمتلقي كأحد أهم الأدوات اللغوية التي يمتلكها الشاعر للتعبير عن الدراما النفسفكرية الكامنة وراء قصيدته الشعرية
ولكي نهتم بالجانب الصوتي ونصل إلى درجة تجعل الشاعر يدرك أهميته ويستفيد منه بأقصى ما وسعه إلى ذلك من سبيل فسوف أفرد الباب الآتي كله للحديث عن الصوت ثم في النهاية أقوم بتطبيقات عملية على ما أعرض من هذه الجوانب على شعراء القناديل ومدى تمكنهم من هذا الجانب واستغلاله كأحد أهم الأدوات اللغوية التي يمتلكونها
ومن أهم العناصر التي ساقف عليها في هذا الباب :
( مصدر الصوت – انتقال الصوت – حركة مصدر الصوت – الموجة الصوتية – تركيب الموجة الصوتية – أصوات الحروف – مخارج الأصوات في الحروف – التفريق بين صوت وآخر – الحزم الصوتية – إنتاج الكلام – تصنيف مادة الصوت – التصنيف الأكوستاتيكي للأصوات ) ومن خلال هذا سوف أعرض لـلجهاز النطقي وأعضائه ( الرئتان ودورهما في إحداث الصوت – القصبة الهوائية – الحنجرة – ما فوق المزمار – تجويف الحلق – تجويف الأنف – سقف الفم – أقسام اللسان ) ثم استعرض بعد ذلك ( إنتاج الصوت – الوحدات الصوتية – مخارج أصوات الحروف وأداءاتها الصوتية المعبرة عن الحركات الانفعالية )
سأعود لأكمل ...