منتدي أحمد البري
اهلا وسهلا بكم .. نورتونا .. نسعد لتواجدكم .. وتواصلكم الدائم معنا ..ومن خلال منتداكم .. معا سيكون احلي منتدي ..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي أحمد البري
اهلا وسهلا بكم .. نورتونا .. نسعد لتواجدكم .. وتواصلكم الدائم معنا ..ومن خلال منتداكم .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتدي أحمد البري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي أحمد البري

منتدي شعر العاميه .. ثقافه .. أدب .. إجتماعيات .. كل ماينفع الناس

السلام عليكم .. أهلا وسهلا ومرحبا بكم في منتداكم .. زيارتكم شرف لنا .. وتواجدكم بيننا مبتغانا .. الدعاء أعذب نهر جرى ماؤه بين المتحابين في الله ..... ولأنني في الله أحبكم .. أهديكم من عذوبته .. بارك الله لك في عمرك وأيامك .. نرحب بمن يتواجد معنا للإشراف علي أقسام المنتدي .. نسعي وإياكم لما يرضي الله وينفع الناس ..

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثامنه)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin


Admin

3 - فلسفة الاستعلاء على الواقع :
ومن الشعراء من يتخذ من فلسفة الاستعلاء على الواقع زاوية رؤية حيث يستشعر الشاعر في هذه الحال أن الواقع لم يعطه ما يستحق فهو في حقيقة الأمر يملك أكثر مما أعطاه إياه الواقع فيشعر بخيبة أمل تجاه هذا الواقع ومع كبريائه عن الشكوى والتماس حقه من الواقع يتجه إلى دائرة الاستعلاء على هذا الواقع محاولة منه أن يشعره أنه أكبر من أن يطلب وأن هذا الواقع هو الخاسر ومن ثم يقوم بتصغير هذا الواقع من خلال التأكيد على سمو نفسه وارتفاعها عن الصغائر وعدم احتياجه لهذا الواقع في شيء بل يحاول دائما أن يذكر هذا الواقع أنه هو الذي في حاجة إليه ومن هؤلاء الشعراء الذين وصلوا تلك المرحلة من مراحل النضج الفكري الشاعر الكبير (
د. عمر هزاع) يقول في قصيدة ( حذام ) :


إِذا - أَنا - عَشِقتُ يا " حَذامِ "
فَمَنْ يَكُونُ " قَيصَـرٌ " أَمامـي ؟
وَ مَنْ يَكُونُ " قَيسُ " فِي جُنُوني ؟
وَ مَنْ يَكُونُ " عَمرُو " فِي هُيامي ؟
وَ مَنْ يُطِيقُ مِثلَ مـا بِصَـدري ؟
وَ مَنْ يَصُبُّ مِثلَ مـا بِجامـي ؟


إن اعتداد الشاعر بنفسه وشعوره بأنه أعلى من الواقع جعله يسمو بنفسه عن الاحتياج حتى في تجاربه الغزلية ونلاحظ في هذا التجربة أن الشاعر يبدأ بوصف عشقه وتكون البداية بالتعبير بالضمير ( أنا ) ليثبت أنه أقوى وأعلى من ذلك الواقع ومن ثم فإذا تأخر الواقع عن إعطائه ما يستحق فإنه هو – الواقع - الخاسر وتأكيدا لسمو نفسه وارتفاعها عن مستوى الاحتياج فإن قيصر وقيس وعمرو وغيرهم وغيرهم من أساطين الغرام لا يقفون عند هامته إن أحب .. والواقع هنا تمثله ( حذام ) ذلك الرمز الذي يسقط به على المقصود .. ومن ثم فهو يعامل حذام بوجه من الاستعلاء معلنا لها – كواقع – أنها هي الفائزة إن أعطته ما يستحق وهي الخاسرة إن لم ينل منها ما يوازي حجمه ...
ولست أعني هنا بالواقع المجتمع في حد ذاته فقد يكون الشاعر في حياته الاجتماعية محققا كل آماله وطموحاته كإنسان ولكنني أتحدث عن الواقع الشعري الذي عبرت عنه من قبل وهو ذلك الواقع الذي يتصادم الشاعر معه في تجاربه وهذا الواقع يمثل حقيقةً موضوع التجربة الشعرية التي يتناولها الشاعر ... وكما قلت آنفا فإن زاوية الرؤية هذه توضح طبيعة هذا الشاعر وصبغته النفسية في التجربة الشعرية كما تمثل وجهة نظره فيما يواجهه من مثيرات تولد عنده الطاقة الإبداعية
وفي نفس القصيدة يقول :


أَتَستَعِيرُ يـا مُحِـبَّ شِعـري !؟
وَ تُكثِرُ العِتـابَ فِـي المَـلامِ !؟
وَ تُنكِـرُ اختِلاجَـهُ بِقَلـبـي !؟
وَ تَـزدَري بِلَيلِـهِ قِيـامـي !؟
وَ تَنسِبُ الشُّعُـورَ فِـي رِيـاءٍ
إِلَيكَ !؟ وَ الشُّعُـورُ فِـيَّ دامِ !!
وَ تَدَّعِي الجُنُونَ !؟ وَ هْوَ صِنـوِي
بِيَقظَتِـي !! وَ مِثلِهـا مَنامـي !!
وَ لَيـسَ مِثـلُ أَحرُفـي إِذا مـا
نَبَشـتَ فِـي دَفاتِـرِ الأَنــامِ
فَما رَمَيـتَ إِذْ رَمَيـتَ ؛ لَكِـنْ
أَنــا ! وَ رُبَّ رَمـيَـةٍ ؛ وَ رامِ
فَمَنْ تَكُونُ كَي تَعَضَّ لَحمـي !؟
وَ مَنْ تَكُونُ فِي فَـمِ انتِقامـي !؟
**
**
" حَـذامِ " ؛ لا يَغُـرُّكِ اقتِبـاسٌ
مِـنَ الذِيـنَ حاوَلُـوا اتِّهامـي
فَكُـلُّ مـا قَرَأتِـهِ شُـعُـورِي
وَ كُـلُّ مـا سَمِعتِـهِ كَلامـي
دَعِيكِ يا " حَذامِ " مِـنْ عُيُونِـي
وَ فِي مَحاجِرِ القَصِيـدِ نامـي .


إن الشاعر هنا ومن خلال واقعه الشعري في تلك التجربة الممثل في ( حذام ) قد اختلق واقعا فرعيا وهو ذلك الذي ينافسه في حب ( حذام ) ويستعير شعره أو روح شعره كي يفوز بـ ( حذام ) منه ثم يمارس عليه ذلك الاستعلاء والإحساس بأنه أكبر وأقوى من ذلك الواقع الفرعي وهو المنافس له في حب ( حذام ) ( أتستعير يا محبَّ شعري ... وتكثر العتاب في الملام ؟ )
هنا وقفة على الضبط الإعرابي لكلمة ( محب ) فقد ضبطها الشاعر بالفتح على اعتبار أنها منادي مضاف لكلمة شعري وفي هذا معنى متين غير مألوف ... ولو ضبطت بالبناء على الضم لأعطت معنى آخر يوازيه قوة ويزيد من إصرار الشاعر على الاستعلاء على الواقع وسوف أفصل القول في هذا :
* ( يا محبَّ شعري ) فالقراءة بنصب لفظة محب بفتحة على أنها منادى مضاف تعطي معنى " يا من تحب شعري وتظهر أمامي بمظهر المتعلم مني كيف تكون فنون الغزل ثم تأخذ هذا الشعر لتمارس به الحب مع ( حذام ) وكأنك تحبها بفمي قائل ذلك الشعر إذن فقد أثبتَّ احتياجك بصورة مؤكدة ... ومن ثم فقد أثبت الشاعر احتياجه الفعلي الحادث لمفردات غرامه
* ( يا محبُّ .. شعري ) بالبناء على الضم على اعتبار أنه ينادي نكرة مقصودة وفيه معنى جميل أيضا وهو أنك أيها المحب سوف تحتاج لشعري في المستقبل القريب وأنا أدعوك لاستعارته حتى تستطيع النجاح في عرض فنون حبك من خلال شعري الذي هو نموذج للحب ومثل أعلى له .. ومن ثم فقد أكد ما سيفضي به الحال ذلك المرمز له حيث أنه واقع واقع في الاحتياج في المستقبل القريب
ومن هنا فقد كنت أحب أن يترك الشاعر كلمة ( محب ) دون ضبط حتى يفتح الدلالة للمتلقي كي يقلب فهمه بين الأمرين فيكون المعنى منفتحا دلاليا فيحقق قوة خارقة في البيان الشعري المستمد من قوة التأثير الإعرابي للفظة
وهنا ملاحظة : أحب أن أقف عليها وهي أن بعض من يعيبون القوالب العربية يتهمون قواعد النحو والصرف بإعاقة مسارات المعنى وها هو النحو من خلال تلك الجملة العالية الجودة من الشاعر ( عمر هزاع ) يثبت أنه من أهم وشائج النسيج الدرامي فمن خلال تغيير حركة الإعراب من فتح لضم ينفتح المعنى على آفاق جديدة وهذا التحول في الضبط الإعرابي يحقق غايات معنوية ينادي أصحاب الحداثة بها وهي انفتاح المعاني على عدة أوجه وها هو الضبط الإعرابي المنضبط في قواعد يحقق ما يحلمون هم بتحقيقه ...
وإلى آخر القصيدة نجد النسيج النفسي للشاعر يمر من خلال تلك الحالة من الاستعلاء في مواجهة الواقع الشعري
ومن تجربة إلى تجربة أخرى نحاول التحقق من تلك الفلسفة التي يتخذها الشاعر ( عمر هزاع ) زاوية يواجه بها ذلك الواقع من قصيدة ( على سبيل المثال ) يقول في مطلعها :


سَخِرَ الصَّبرُ مِـنْ دُمُـوعِ ابتِهالـي
وَ سُهـادي وَ حَيرَتـي وَ انفِعالـي
فَرَمانـي بِحُفـرَةٍ مِـنْ جَحِـيـمٍ
قَعرُها مِـنْ حَرائِـقَ اضمِحلالـي


إن من يقرأ هذا المطلع يظن أنه أمام حالة نفسية ضعيفة تصغر من قوتها استسلاما وانهيارا ... ولكن الغائص وراء الخيط النفسي يجد منتهى الاستعلاء يخرج من منتهى الألم ففي قوله ( سخر الصبر من دموع ابتهالي ) إن الشاعر – في الحقيقة - لهو الساخر وليس الصبر وكأنه يتعجب ولسان حاله يقول " إن دموع ابتهالي لهي أعظم دموع يمكن أن تقدم في محراب الحب فكيف لهذا الصبر العقيم أن يرتكب الخطيئة ويسخر من تلك الدموع المقدسة ؟ " ( فرماني بحفرة من جحيم ... قعرها من حرائق اضمحلالي ) إنها مواصلة العجب من المكانة التي ألقي فيها الشاعر على الرغم من أنه يرى أن مكانته أسمى وأعلى ولا يمكن أن يكون هذا مآلها ... وتتجلى فلسفة الاستعلاء على هذا الواقع حين يصل الشاعر إلى قوله :


خَبِّرِيهُـمْ بِأَنَّنِـي فِـي غَـرامـي
نَرجِسِـيٌّ وَ مُستَبِـدُّ الخِـصـالِ
وَ دَعِيهُمْ لِيَحكُمُـوا , وَ أَعِيـدي
كُلَّ ما قُلـتِ عِنـدَ كُـلِّ سُـؤالِ


منتهى السخرية من الواقع الشعري الممثل في تلك القصيدة والممثل في تلك المحبوبة التي لم تعطه حق قدره في الحب ولم تبادله نفس قدر ما يكنه لها من مشاعر فيعلن بمنتهى السخرية وهو في منتهى الضعف الإنساني معترفا بأنه ( نرجسي ومستبد في الخصال ) وهذا الاعتراف ليس من باب الحقيقة وإنما هو من باب السخرية والاستعلاء ... فقد أقول كلاما صادقا لأحد يكذبني وحين أتيقن أنه لا يصدق صدقي أقول : " أنا كاذب لاتصدقني " من باب السخرية الاستعلاء على ذلك المنكر صدقي ومن باب الترفع عن إضاعة وقتي معه محاولا إثبات صدقي ... من هذا الباب دخل الشاعر ( عمر هزاع ) من باب السخرية والتهكم والاستعلاء على الواقع الممثل في تلك المحبوبة المخاطبة في النص الشعري لتلك التجربة ...
ثم نأتي لذك الختام الذي يحمل في طياته شماتة في هذا الواقع حين يقع في موقعه من الضعف الإنساني إذ يقول :


قُرُبـاتٌ قَصائِـدي وَ دُمُـوعـي
لِتَماثِـيـلِ حُـبِّـكِ المُتَعـالـي
فارحَمِيهـا ! فَرُبَّمـا جـاءَ يَـومٌ
صِرتِ مِثلـي ! تُرَدِّدِيـنَ مَقالـي
كُـلُّ شَمـسٍ مَصِيرُهـا لِـزَوالٍ
كُـلُّ بَـدرٍ مَسِـيـرُهُ لِـهِـلالِ

لننظر إلى تلك الخاتمة العبقرية التي تجسد ملامح شخصية الشاعر ( عمر هزاع ) الشعرية والتي تمثل زاوية الرؤية التي عبرت عنها قائلا لتلك المحبوبة " إن كنت أنت شمسا فإن القاعدة أن كل شمس ستزول وإن كنت أنت بدرا منيرا فإن ذلك البدر تتغير منازله ويتحول إلى هلال ثم يأفل حتى يصبح محاقا ...
ملاحظة هامة جدا :
إن الشاعر هنا يملك رافدا معرفيا ممتدا بجذوره حتى الإلمام بالمنازل الجغرافية أو الفلكية للقمر فهو على علم تام بتلك المنازل حيث يصنفها علماء الفلك والجغرافيا بأنها ستة منازل ( هلال – تربيع أول – بدر – تربيع ثان – هلال - محاق ) ولولا علم الشاعر وملء مخزونه المعرفي بذلك الرافد المعرفي لما أتى بتلك الصورة الخارقة التي ضربت بطرافتها سطح الوعي عند المتلقي لتحدث عنده ثورة من الانفعال والتاثر بما يعانيه الشاعر ... وهذا ما كنت أعنيه حين عرضت لمرحلة ( الامتلاء المعرفي ) في مرحلة الامتلاء الفكري .. واعتقد البعض أنني أدعو إلى جفاف التجربة حين دعوت الشاعر إلى بلوغ مرحلة الامتلاء المعرفي

انتظروني وزاوية رؤية جديدة في الحلقة القادمة مع أحد شعراء القناديل








https://ahmedelberry.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى