منتدي أحمد البري
اهلا وسهلا بكم .. نورتونا .. نسعد لتواجدكم .. وتواصلكم الدائم معنا ..ومن خلال منتداكم .. معا سيكون احلي منتدي ..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي أحمد البري
اهلا وسهلا بكم .. نورتونا .. نسعد لتواجدكم .. وتواصلكم الدائم معنا ..ومن خلال منتداكم .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتدي أحمد البري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي أحمد البري

منتدي شعر العاميه .. ثقافه .. أدب .. إجتماعيات .. كل ماينفع الناس

السلام عليكم .. أهلا وسهلا ومرحبا بكم في منتداكم .. زيارتكم شرف لنا .. وتواجدكم بيننا مبتغانا .. الدعاء أعذب نهر جرى ماؤه بين المتحابين في الله ..... ولأنني في الله أحبكم .. أهديكم من عذوبته .. بارك الله لك في عمرك وأيامك .. نرحب بمن يتواجد معنا للإشراف علي أقسام المنتدي .. نسعي وإياكم لما يرضي الله وينفع الناس ..

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه السابعه)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin


Admin


2 - فلسفة المُثُل :

وفيها يدخل الشاعر إلى دائرة من المثل العليا يبتنيها لنفسه ويغلق هذه الدائرة عليه ويبدأ في رؤية الواقع من خلالها .. وقد قلت في عدة مواقف أن الشاعر يسعى إلى الانتصار في الشعر على ما هو مهزوم فيه في الواقع .. فيحول آلام الواقع إلى مثل عليا في دائرته التي تمثل زاوية رؤيته وفلسفته الخاصة
التي ينتج من خلالها تجربته ..
إن النقص الناتج عن حرمان الشاعر من تحقيق ما يصبو إليه في عالم الواقع الملموس يدفعه إلى اختلاق دائرة من المُثُل يحقق فيها
كل ما يعاني من حرمانه في واقعه الملموس ..
فيختلق سياجا ناعما من الحب والرقة ،
والعذوبة ثم يؤسس ويؤثث لعالمه المثالي داخل
هذاالسياج محققا فيه كل ما تصبو نفسه إليه .
إن الواقع الذي يتصادم معه الشاعر لا يسمح له
بأن يصلح نواقصه ومن ثم يلجأ الشاعر
إلى هذه الدائرة من المُثُل كنوع من ( الحيل الدفاعية ) كما يطلق في علم النفس وهذه الحيلة الدفاعية إنما تشعر الشاعر بمدى اكتمال المنقوص في الواقع
ومن شعراء القناديل الذين دخوا هذه الدائرة وملأها بقوة واقتدار الشاعر الدكتور ( جمال مرسي ) وسأحاول المرور من خلال الخيط النفسي لبعض تجاربه للوقوف على معالم تلك الفلسفة الجمالية والتي قد تمرر جمالها من دهليز الألم , إن حتى الألم يصبح مثاليا في هذه الدائرة ..
من قصيدة ( سراب ) يقول :
مَن أَنـتِ يَـا فَجـراً تَوَضَّـأَ بِالسَّنَـا
مَن أَنتِ قُولِي ، كَي أُجِيبَكِ مَن أَنَـا ؟

إن الحبيبة المسئولة في هذا المطلع لم يحقق الشاعر معها ما كان يصبو إليه في الواقع ومن ثم فإن الواقع كان منقوصا فسعى الشاعر بكل دفقته الشعورية إلى عالم المثل يحاول أن ينتصر فيه على ما هو مهزوم فيه في الواقع فبدأ يرسمها محبوبة مثالية تامة الأوصاف .. وكون هذه المحبوبة في الواقع لم تحقق للشاعر حقيقة الاكتمال فهي حبيبة منقوصة مهما كانت دوافعها وأسبابها , يكفيها أنها لم تحقق مراد الشاعر في البقاء في دائرة الواقع الحياتي فإذا به يدخلها معه في دائرة المثل العليا ويصورها بصورة الاكتمال ...
فهي الفجر الذي توضأ بالضياء فجعلها مصدرا للنور الناعم الذي يبهج القلوب .. ثم يسألها من أنت ؟ لأنه يتهيأ لأن يجيبها دون أن تسأل عن ماهيته ومدى حبه لها ...
ويقول :

و كَأَنَّهُ مِـن نُـورِ وَجهِـكِ أَشرَقَـت
جَنَباتُهُ ، فَهَـدَى خُطَـايَ إِلَـى الهَنَـا

كأن نور وجهها قد أشرق على جنبات دربه المعتم فأنارته فالدرب المعتم في الواقع راح الشاعر يبحث عن مصدر لإنارته في عالم المثل ولأن عالم المثل يسمح له بأن يختلق مصدر إضاءة غير واقعي فقد جعل من وجه تلك المحبوبة مصدرا للإضاءة منافيا للواقع فالواقع لا يحقق إضاءة للطريق يكون مصدرها وجه إنسان ..
أَصحُو عَلَى شَوقٍ ، أَبِيتُ عَلَى جَـوَىً
وأَشُـمُّ فِـي رَوضِ التَّذَكُّـرِ سَوسَنَـا

مقارنة بديعة بين عالم الواقع وعالم المثل فمنذ عامين مذ رأى تلك المحبوبة ،
وهو يعيش تلك المقارنة بين عالم الواقع الحقيقي ،
حيث يصحو على الأشواق والمعاناة ،
ويبيت على آلام الفراق –
تلك هي نواقص الواقع الذي يعانيه – إلى أن يدخل إلى عالم المثل المنشود الذي اختلقه لنفسه كحيلة دفاعية لمواجهة نواقص الواقع حيث يبدأ في تشمم رائحة تلك المحبوبة في رياض التذكر ورياض التذكر هنا هي الرمز الذي يسقط به الشاعر على عالمه المثالي الذي يبتنيه في محض خياله حتى يعوض ما انتقص من واقعه الحقيق ..
وبانتقالنا إلى تجربة أخرى من تجارب الشاعر جمال مرسي الشعرية محاولين تحقيق معالم تلك الفلسفة – زاوية الرؤية – انتصاره على الواقع المنتقص .. نرى قصيدة ( غرباء ) تلك التجربة التي يحقق من خلالها التي يعاني فيها غربته والبعد عن مصدر سعادته ..
ولكنه هنا في لحظة إفاقة من عالم المثل على عالم الواقع المنتقص ففي تجربة سراب كانت هروبا من الواقع إلى دائرة المثل العليا ولكن في هذه التجربة يحقق عكس الاتجاه ،
حيث يفيق من دائرة المثل إلى الواقع المنتقص ومن خلال المقارنة أيضا التي تحقق له الفارق بين عالم المثل وعالم الواقع يمرر عتابه الرقيق على ذلك الواقع الذي لم يحقق له شيئا مما دعاه إليه فجعله يدخل دائرة الحلم ويفيق في النهاية على سراب كان يعيشه في عالم المثل العليا ...
يقول :

يَـا سَرَابـاً حَسِبْتُـهُ نَـبـعَ مَــاءِ
نَحوَهُ سَـارَت فِـي الهَجِيـرِ ظِبَائِـي

إنه يعاتب عالم المثل لحظة الإفاقة والخروج إلى حيز الواقع الحقيق فينادي عالمه المثالي مرمزا له بــ ( السراب ) الذي ترك من أجله الواقع ودخل دائرة عال المثل ليراه ماءً وحرك نحوه كل أهدافه وطموحاته التي كانت كسرب من الظباء الذي يسير في هجير صحراء الحياة الموحشة آملا في أن يصل إلى الماء , إن لحظة الإفاقة تلك التي أخرجت الشاعر من عالم المثل إلى عالم الواقع كانت بؤرة التفجر الإبداعي في تلك التجربة حيث صدمة الخروج من انتعاش البرد إلى شدة الحر وما تحدثه هذه الحالة من صدمة تفجر الطاقة للأنين والتوجع .. ويقول :

كُلَّمَـا سِــرنَ خُطوَتَـيـنِ إِلَـيـهِ
عُدنَ عَشراً مِن .. بُعـدِهِ .. لِلـوَراءِ

فالشاعر في عالمه الواعي يدرك أنه يسير خلف سراب ولكنه ومع تصديقه لحظة الغفوة المثالية أنه في عالم مثالي متحقق وكأنه واقع يسير خلف هذا السراب المثالي ليصطدم في النهاية بأن طموحاته كلما تحركت خطوتين للأمام فإنها تعود أضعاف هذه الخطا إلى الوراء فمن لحظة الحلم إلى لحظة الإفاقة إلى عالم الواقع تحدث الصدمة ...
خَـادِعٌ أَنـتَ ، كَـم مَـدَدتَ بِسَاطـاً
أَبصَرَتْـهُ اللُّجَيـنَ عَـيـنُ الـرَّائِـي

إنه يتهم عالمه المثالي بالخداع والتضليل في لحظة الإفاقة على الواقع الحقيق وكيف أنه في عالمه المثالي قد صور له مجال الرؤية فضة صافية رقراقة فعاشها جمالا صافيا إذ يسير على بساط من الفضة النقية ...
إنه لمعان العالم المثالي الذي اتخذ الشاعر منه زاوية رؤية حيث يمثل له الهروب من الواقع المنتقص إليه على الرغم من إدراكه بعقله الواعي كم هو عالم وهمي لا يمكن أن يتحقق في الواقع
وبالمقارنة بين تجربة ( سراب ) و تجربة ( غرباء )
نجد الآتي :
1 – اتفقت التجربتان في رسم عالم من المثل العليا يتخذه الشاعر محلا مختارا يقيم فيه كحيلة دفاعية للهروب من نواقص الواقع الحقيق التي تمثل له مصدرا للألم المستمر ... فمن حيث زاوية الرؤية قد اتفقت التجربتان
2- اختلفت التجربتان في التوجه ففي تجربة ( سراب ) الشاعر يهرب من الواقع المنتقص إلى عالم المثل يتخذ منه واحة للأمان ويرسم فيه كل ما كان ينشده ويأمله .. أما في تجربة ( غرباء ) فتمثل لحظة الإفاقة – كما عبرت – من عالم المثل إلى عالم الواقع الحقيق
وعالم المثل عند الشاعر ( جمال مرسي ) هو الذي يحرك دوافعه الشعرية وهو زاوية الرؤية التي يرى من منطلقها تجاربه الشعرية فهو إما هارب إلى عالم المثل ينشد فيه الراحة من إجهاد وإرهاق عالم الواقع وإما مستفيق من عالم المثل يعيش صدمة الالتقاء بالواقع المحيط وما فيه من نواقص
فجمال مرسي في كل تجاربه الشعرية أو قل في التجارب التي نجحت في إحصائها ومن ثم بنيت حكمي على زاوية رؤيته وأحسب أنه كذلك في جميع تجاربه التي حتى لم أرها بين أمر من اثنين :
الأول : هارب من عالم الواقع المنقوص إلى عالم المثل ينشد الراحة الثاني : خارج من عالم المثل لمواجهة صدمة الواقع المنقوص شاعرا بوهم العالم المثالي متألما من الواقع المفروض عليه الخروج له بعد غفوة الراحة في عالمه المثالي وإن طبقنا هذاين المتجهين على تجارب أخرى للشاعر ( جمال مرسي ) فسوف نجد أنه لا يخرج عن هذين المتجهين
ولننظر إلى تجربة ( غيبوبة ) وما تمثله من ألم صارخ للشاعر نجد أنه في المتجه الثاني حيث يفيق من عالم المثل الحليم إلى عالم الألم المقيم ..
يقول :
ماذا دَهَاكْ ؟!
أَهِيَ النِّهايَةُ لَوَّحَت بِيَمِينِهَا
أم طَوَّقَت شَمسَ الغُرُوبِ يَدَاكْ ؟

لحظة الإفاقة من عالم المثل العليا الذي يهرب إليه الشاعر تتمثل في السؤال التعجبي في قوله ( ماذا دهاك ؟ ) إنها لحظة الاصطدام بعالم الواقع الذي سيُمارَسُ فيه الألم ضد الشاعر من الواقع المؤلم في التجربة وهو لحظة دخول غرفة العمليات ثم السؤال الذي ينم عن تموج نفسي يشابه حالة البكاء المذعور " أهي النهاية لوحت بيمينها ؟ أم طوقت شمس الغروب يداك ؟ " وكأن الشاعر يمرر تموجا نفسيا يمثل لحظة الإفاقة من حلم الإحساس بالصحة والبعد عن انتقاص المرض إلى لحظة التصادم مع الواقع ومواجهة حافة الموت الذي أسقط عليه برمز الغروب ...
و تُفِيقُ ،
صَوتُ أَبِيكَ فِي أُذُنَيكَ ،
أَطيَافٌ أَمَامَكَ كَالفَرَاشَاتِ المُزَركَشَةِ ،
اْحتِضَارُكَ لَيسَ يَمنَعُهَا بِأَن تَأوِي إِلَيكَ ،
لِنُورِ مِصبَاحٍ تَدَلَّى مِن خَيَالِكَ ،
رُوحُ أُمِّكَ وَحدَهَا تَنثَالُ نُوراً مِن نَوَافِذِ
غُرفَةٍ غَجَرِيَّةٍ
و يَمِينُهَا تَمتَدُّ نَحوَكَ كَي تُجَفِّفَ مَا تَصَبَّبَ مِن جَبِينِكَ ،
سَاعَةٌ فَوقَ الجِدَارِ تَسَلَّلَت مِنهَا العَقَارِبُ
لِلسَّرِيرِ
واقع يجذب الشاعر إلى الألم وإلى القدر المحتوم وصراع من الشاعر للإفلات من بين براثن ذلك الواقع عودة إلى حلم العالم المثالي المتمثل في صوت الأب الحاني وتحليق للفراشات المزركشة حوله والتي تلتف حول مصباح متدلٍّ من الخيال ...
اعتراف صريح من الشاعر بأن مصدر النور ياتي من عالم المثل وليس من الواقع المنتقص ذلك المصباح الذي يبصره بروح أمه التي تنثال عليه في صورة نور متدفق يأتيه من نوافذ الغرفة الغجرية تمد تلك الروح يمناها كي تمسح ما تصبب من عرق الخوف على جبينه ...
والترميز باليمين مستمد من ثقافة الشاعر الدينية التي تعد أهم الروافد المعرفية التي تمد تجربته " ومن أوتي كتابه بيمينه " كإشارة واضحة إلى إحساسه بالنهاية وأنه هو الكتاب الذي ستأتيه أمه بيمينها حيث سطرت فيه كل آمالها وأفعالها ولم تتوان يوما عن فعل الخير له وإحساسه بعالم المثل المنشود في الآخرة ممثلا في الجنة وإن لم يصرح بها
إن الشاعر جمال مرسي خير مثال على ( دائرة المثل ) التي تمثل فلسفته وزاوية رؤيته التي يقبع داخلها لمواجهة واقعه
وإلى لقاء آخر نتناول فيه زاوية رؤية أخرى تمثل فلسفة شاعر آخر في مواجهة الواقع الشعري






https://ahmedelberry.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى